نقاط فاصلة !!!!..

موضوع: نقاط فاصلة !!!!.. الخميس أغسطس 28, 2008 11:47 am

نقاط فاصلة !!!!..

يُحكى أن رجلا أنقذ شابا من الغرق في يوم من الأيام ..
وعندما قام الشاب بشكر الرجل على شهامته ..
قال له الرجل :

" يا بني .. حمدا لله على سلامتك .. ولكن :

أرجو أن تساوي حياتك : ثمن بقائها " ...

.........

الإخوة الكرام ...

هذا الموضوع عبارة عن ( نقاط فاصلة ) ..
وهي مجموعة من ( الموضوعات ) المتفرقة .. والتي تعتمد على ( حقائق ) و( وقائع ) قمت بتجميعها من عدة مصادر .. بعضها كما هو والآخر نقلته لكم بإختصار .. وقد فضلت عرض كل نقطة في مشاركة لعدم الإطالة

فأرجو الله تعالى أن لا تمر ( نقطة ) منهم أو أكثر إلا وتكون بحق :

نقطة فاصلة في حياة كل منا ورؤيته وتفكيره ..

1)ماذا فعلت في حياتك ؟؟...

2)حكمة الله وعدله ...

3)تلميع الكفر وتشجيعه !!!...

4)فتنة الإنشاد والغناء : وتخلف الأمة !!!..

5)كلام في الولاء والبراء ...

6)مآسي عراقية ...

7)لا نستعين بالمشركين على المشركين ...

إن كيد الشيطان كان ضعيفا ...

9)فإنهم يألمون كما تألمون ...

أ

........ 1) ماذا فعلت في حياتك .......

ملايين الملايين من البشر : عاشوا فوق هذه الأرض لفترة من الزمان وماتوا ...
وكلهم كانت لهم ( حياتهم ) الخاصة بهم ..
وكلهم سيتم عرضهم على الله تعالى يوم الموقف ..
وأنت ...
ماذا فعلت في حياتك ؟؟؟..
أو بمعنى آخر :
هل تساوي حياتك فعلا : ثمن بقائها ؟؟؟...

لن أخبرك بأن المطلوب منك أن تكون عالما فذا !!!.. ولا صِديقا من الصديقين !!!.. ولا مجاهدا من زمرة المجاهدين !!!!.. ولن أطالبك حتى بالشهادة !!!!..
فكل أولئك المذكورين : قد علت نفوسهم وهمتهم .. وأدركوا ما عند ربهم من خير : فباعوا الدنيا بالآخرة ..

ولكني سأخبرك بأن المطلوب منك :
هو الحد الأدنى للفوز في الآخرة .. وهو أيضا الحد الأدنى للهرب من فريق ( الخاسرين ) ..
ألا وهو :
( نفسك ) و( زوجتك وأولادك ) ....

يقول الله تعالى في سورة الزمر – 15 :

" قل إن الخاسرين الذين : خسروا أنفسهم .. وأهليهم : يوم القيامة .. ألا ذلك هو الخسران المبين " !!!..

أي أن الله تعالى لم يطالبك أيها الإنسان ( العادي ) بأن تكون مثلا كأبي بكر أو عمر رضي الله عنهما .. ولكن عليك فقط ( كحد أدنى ) أن تلتمس لـ ( نفسك ) طريق النجاة .. أنت ومن هم تحتيدك وتحت إمرتك : ( زوجتك وأولادك ) ...
فهل أنت كذلك ؟؟؟...

هل تصرف أوقاتك حقا فيما ينفعك بعد الممات يوم العرض ؟؟؟...
هل تذهب صحتك ويذهب مالك فيما يفيدك فعلا ؟؟؟...
هل أنت حريص على تعلم دينك ؟؟؟..

أم أن حياتك لا تساوي ثمن بقائها ؟؟؟؟...

في يوم من الأيام : عطش ولدي الصغير ( وعمره عامين ) : عطشا شديدا ..
وكنا في نزهة في أحد الحدائق العامة .. فتناولت كوبا ( بلاستيكيا ) .. ثم صببت فيه بعض الماء : ورججته لأغسل منه أثر ( الشاي ) السابق .. ثم كببته على العشب .. ثم صببت فيه الماء لولدي ليشرب .. فرأيته وقد أتى بفعل عجيب !!!.. إذ أنه ( وبرغم عطشه الشديد ) : قام برج الكوب كما فعلت أنا بالضبط .. ثم أفرغه على العشب كما رآني فعلت أمامه !!!!..
فصببت له ثانية وقلت له ( اشرب ) .. ولكن : فاقت رغبته في ( التقليد ) مرة ثانية ( عطشه ) !!.. فكرر نفس الفعل مرة أخرى !!!!..

فيا سبحان الله ...
ما قصصته لكم الآن هو : شيء مُشاهد .. وواقع ملموس مع كل من رزقه الله تعالى بأطفال .. وهي رغبتهم الكبيرة في ( التقليد ) و( المحاكاة ) منذ الصغر ... والسؤال الآن :

ما الذي أخذه ( أولادك ) الصغار عنك في ( التقليد ) و( المحاكاة ) ؟؟؟...

أجب بنفسك .. وشارك ( زوجتك ) نفس السؤال بالنسبة لبناتكم الصغار ...

وأرجو وضع الآية السابقة نصب أعينكم دوما ..

....... 2) حكمة الله وعدله ........

لا شك أن الذي ينظر لهذه الحياة الدنيا : ويفصلها عن الآخرة :

لا شك أن قلبه سيمتلأ بالشكوك والشبهات !!!!!...
وخصوصا لو لم يكن من أصحاب العلم الراسخ أو الإيمان الواعي ...

فلو نظر مثلا لآلاف القتلى المسلمين بلا ذنب :
من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال والمستضعفين :
لوقعت الشكوك والشبهات في قلبه من حكمة الله تعالى وعدله !!!..

ولو تفكر مثلا في أصحاب العاهات من المواليد :
لوقعت الشكوك والشبهات في قلبه من حكمة الله تعالى وعدله !!!..

ولو تفكر أيضا في عشرات الجبابرة الذين أذاقوا الناس الذبح والقتل ..
ولم يبلغه أو يرى فيهم عقاب الله عز وجل في الدنيا :
لوقعت الشكوك والشبهات في قلبه من حكمة الله تعالى وعدله !!!..

وأما المؤمن بالله تعالى حق الإيمان :
فلا تنفصل رؤيته للـ ( الدنيا ) عن ( الآخرة ) ...
وإنما يعلم أن الله تعالى أعد للمظلومين ولأصحاب البلايا في الآخرة :
ما يراه بكمال حكمته وعدله : ثوابا مناسبا لهم ...

كما يعلم أن الله تعالى أعد للجبابرة في الآخرة :
ما يفوق كثيرا ما قد رأوه في دنياهم قبل الموت من العذاب والعقاب ...

كما يعلم أيضا أن الله تعالى لن يُدخل أحدا النار بدون ابتلاء واختبار ..
كأهل الفترة : الذين لم ينزل فيهم رسول ..
وكالمجنون والطفل والكهل والأصم وكل من لم تبلغه الدعوة ..

هذا لمن آمن بحكمة الله وعدله ...

....... 3) تلميع الكفر وتشجيعه .......

يستطيع المؤمن ( ذو البصيرة ) أن يُسيء الظن وهو مغمض العينين بـ ( التلميع ) العالمي لبعض الشخصيات الإسلامية في جميع المجالات ما عدا المجال العلمي !!!..

فالعلم : لا يُحابي أحد !!!..

فإذا استعرضنا ( كمّ ) الكاتبين والكاتبات .. والمؤلفين والمؤلفات الذين ( رفعتهم ) مؤسسات الغرب وأعطتهم الجوائز والأوسمة :

لم نجد عاملا مشتركا بينهم غير :

سب الدين الإسلامي .. أو تزييفه وتمييعه بما يوافق العلمانية العالمية !!!..

ومن أواخر هؤلاء ( الرموز ) الذين تم ( تكريمهم ) و( تلميعهم ) هو :

( جلال الدين الرومي ) !!!!.. شيخ الطريقة ( المولوية ) !!!... وذلك بعد موته بأكثر من 800 عام !!!..

حيث أعلنت المنظمة العلمية ( للثقافة والعلوم ) التابعة للأمم المتحدة ( اليونسكو ) تكريمه .. ووصفته حسب بيانها الرسمي بأنه :
( الشاعر والفيلسوف والمعلم الروحي ) !!!!!...

ومما هو جدير بالذكر : أن الغرب الكافر هو الذي ترجم ونشر فكر وشعر هذا ( الزنديق ) .. كعادة الغرب دوما في إبراز و( تلميع ) كل من شأنه : هدم الإسلام !!!..

فيقول الشاعر الأمريكي ( كولمان باركس ) أكبر مترجمي أعماله :

" إن أشعار الرومي : أبادت كل الحدود التي أقامتها العادات والقوميات (أي الدين) في أذهان الناس .. والتي منعت انتشار الحب والصداقة بين أفراد البشرية " !!!..

ومن أكثر ما يعتز به الغرب الكافر من شعر هذا ( الزنديق ) .. هو ما يفتخر به الكاتب ( نيكلسون ) في كتابه ( التصوف الإسلامي وتاريخه – ص94) ..
وهو قول الرومي :

" انظر إلى العمامة أحكمها فوق رأسي .. بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصري .. مسلمٌ أنا .. ولكني نصراني وبرهمي وزرادشتي !!!.. ليس لي سوى معبد واحد : مسجد أو كنيسة أو بيت أصنام " !!!!...

ويقول أيضا هذا الزنديق في ( كفافي 2/183 ) :

"إن ملة العشق قد انفصلت عن كافة الأديان .. فمذهب العشاق وملتهم هو الله " !!!!..

ويقول أيضا في ( ولدجلبي 3/101 ) :

" يا خلاصة الوجود !!.. إن التباين بين المؤمن والمجوسي واليهودي ناشيء من الرأي والنظر " !!!..

إن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) وصهرها في قالب واحد :
الغرض منها هو : خلط الحق بالباطل .. وهدم الإسلام وتقويض دعائمه .. وجر أهله إلى ردة شاملة .. كل ذلك بدعوى المحبة والتسامح والتفاهم !!!.. يقول الله عز وجل فاضحا أدعياء ( التقريب ووحدة الأديان ) :

" ودوا لو تكفرون كما كفروا : فتكونون سواء " .. النساء – 98 ..

إنها دعاوى لكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين .. فلا ولاء ولا براء !!!.. ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله !!!.. يقول الله عز وجل :

" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .. ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله .. ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب : حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " .. التوبة – 92 ...

فهل يطمع الكفار بثقافة ( خير من هذه ) ؟؟؟؟..

وهل أصاب الإسلام ما أصابه إلا من تحت رؤوس هؤلاء ( الزنادقة ) المحسوبون ( إسما ) على الإسلام !!!..
فلعل هذا يُبين لنا بقوة : ( سر احتفاء ) الغرب الدائم بتشجيع و( تلميع ) الطرق الصوفية الضالة عن الحق ..
وخصوصا في البلاد الإسلامية المحتلة .. وما ( القاديانية ) التي وضعت ( بريطانيا ) بذورها في ( الهند ) ببعيد !!!!

يقول ( أحمد الأفلاكي ) وهو يذكر ( مناقب ) مولاه (ابن الرومي ) في كتابه ( الأفلاكي ج1 ص471 ) :

" سأل مولانا : ( سيريانوس ) يوما : ماذا يقول علماء النصارى في حقيقة ( عيسى ) ؟؟..
فأجاب ( سيريانوس ) : يقولون : عيسى هو الله ..
فقال مولانا : بعد الآن قل لهم : محمدنا آلــــــــــه من الله ( أي أعظم ألوهية من الله ) .. قالها ثلاثا " !!!!...

وأما عن ( شتائمه ) وحديثه ( الماجن ) عن النساء في كتاباته وأشعاره ..
فلا تملك المنظمة العالمية إلا الاعتراف في بيانها الرسمي عنه أنه كان صاحب :
( لسان فاحش بذيء ) !!!!...

وأختم معكم بما قاله ( التفتازاني ) رحمه الله عنه في رسالته للرد على ( أهل وحدة الوجود ) حيث قال :

" ولا يخفى على آحاد معاشر المسلمين .. فضلا عن أئمة الدين : أن من تدين بهذه الضلالات المبينة .. وتجنح بهذا المذهب الباطل اللعين : بأنه أكفر الكافرين .. وأخسر الخاسرين " ..

ولكنه ديدن الكفار دوما في ( تلميع ) كل من انتسب إلى الإسلام زورا وبهتانا :

ليستمر الضالون في ضلالهم !!!!..

....... 4) فتنة الإنشاد والغناء : وتخلف الأمة .......

ذكر ( ابن القيم ) في ( كلام على مسألة السماع ص342 ) :
" يُحكى أن مُغنيا عزم على التوبة .. فقيل له : عليك بصحبة الصوفية .. فإنهم يعملون على إرادة الآخرة .. والزهد في الدنيا .. فصحبهم .. فصاروا يستعملونه في السماع والإنشاد !!!!..
ولا تكاد التوبة تأتيه من كثرة تزاحمهم عليه !!!!..
فترك ذاك المغني صحبتهم وقال :
لقد كنت تائبا ولا أدري" !!!!!..

يقول الإمام ( ابن الجوزي ) في كتابه ( تلبيس إبليس ص249 ) :
" ولما يئس إبليس من أن يُسمع المتعبدين شيئا من الأصوات المُحرمة كالعود : نظر إلى المعنى الحاصل بالعود .. فجعله في ضمن الغناء بغير عود وحسنه لهم !!.. وإنما مراده التدريج من شيء إلى شيء .. والفقيه : من نظر في الأسباب والنتائج .. وتأمل المقاصد " !!!..

ولا شك أن الصوفية بابتعادهم عن العلم الشرعي رويدا رويدا :
قد بالغوا في أمر سماع القصائد والإنشاد .. حتى جعلوا له الحفلات واجتمعوا عليه .. ثم لم ير بعضهم بأسا بعد ذلك في أن يصاحبه : بعض الموسيقى !!.. ولا شك أن ذلك من قلة علمهم وفقههم ..

ولذلك جاء عن ( سفيان الثوري ) في ( مدارج السالكين 2/330 ) قوله :
" أعز الخلق ( أي أنه قليل الوجود – نادر ) خمسة أنفس :
.............. وذكر منهم :فقيه صوفي " !!!..

وفي مثل ذلك يقول شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) في ( مجموع الفتاوى 2/42 ) :
" ولهذا : غلب على منحرفة المتصوفة الاعتياض بسماع القصائد عن سماع القرآن " !!!!..

فالأجيال العاكفة على سماع النشيد : لن تنال بذلك فقها ولا علما !!!!..
وإنما هو ( ترنم وتواجد ) و( انفعال عاطفي ) !!!...

يقول الإمام ( الشافعي ) :
" تركت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة : يسمونه ( التغبير ) (وهو الضرب بقضيب أثناء الغناء) : يصدون به الناس عن القرآن " ..

ويُعلق شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) في ( مجموع الفتاوى 10/532 ) على ذلك بقوله :
" وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين .. فإن القلب إذا تعود سماع القصائد والأبيات والتذ بها : حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات .. فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن " ...

ويقول أيضا في ( مجموع الفتاوى 10/43 ) :
" فإن السُـكر بالأصوات المطربة : قد يصير من جنس السكر بالأشربة المسكرة !!!.. فيصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة !!!.. ويمنع قلوبهم حلاوة القرآن .. وفهم معانيه واتباعه !!!.. فيصيرون مضارعين للذين يشترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله " !!!..

ويشترك ( ابن الجوزي ) في ذلك الرأي بقوله في ( تلبيس إبليس ص 276 ) وهو ينتقد الصوفية :
" وقد نشب حب السماع بقلوب خلق منهم .. ففضلوه على قراءة القرآن !!!.. ورقت قلوبهم عنده مما لا ترق عند القرآن " !!!..

وأما النشيد المسموح به : فهو عسير التمييز في مثل زخم هذه الأيام !!!!..
ولكنه مبدئيا: لا يجب أن يحتوي على أي أداة معازف .. ولو بسيطة ..
وذلك لعموم النهي الوارد فيها ..
وأيضا يجب أن تكون كلماته هادفة .. ولا تتعلق بالحب والغرام والهيام .. إلخ ..

وأما بالنسبة لأوزانه وقوافيه : فينبغي عدم المبالغة فيها كأهل الغناء .. ولكنها تكون بسيطة .. ويكون العامل الأكبر في الحكم على النشيد هو :
ثمرته وما ينتج عنه ..
ولذلك ..
فخير ما أختم به هذه ( النقطة الفاصلة ) هو حديث ( ابن القيم ) القيم في الحكم على النشيد أو الغناء .. حيث أنه من المعلوم أضراره .. وأنه يسوق إلى الميوعة واشتغال القلب والميل لارتكاب الفواحش والتفكير فيها ..

فيقول رحمه الله في ( مدارج السالكين 1/496 -497 -500 ) :
" فكيف يُظن بالحكيم الخبير أن يُحرِّم مثل رأس الإبرة من المُسكر : لأنه يسوق النفس إلى السُـكر : الذي يسوقها إلى المحرمات .. ثم يُبيح ما هو أعظم منه سوقا للنفوس إلى الحرام بكثير !!!......
إلى أن قال :
والذي شاهدناه نحن وغيرنا .. وعرفناه بالتجارب :
أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم .. وفشت فيهم .. واشتغلوا بها :
إلا سلط الله عليهم العدو .. وبُلوا بالقحط والجدب وولاة السوء .. والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر .. والله المستعان " !!!!..

وانظر أيضا (( مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/308 ))

....... 5) كلام في الولاء والبراء .......

في الحكم على ( ابن الرومي ) الزنديق في النقطة القبل السابقة : قرأنا عبارة للـ ( تفتازاني ) وهو يقول مُشنعا عليه :

" ولا يخفى على آحاد معاشر المسلمين ..... " إلى آخر كلامه رحمه الله ..

ويبدو أن ( التفتازاني ) قد بالغ قليلا في اعتبار أن ( آحاد معاشر المسلمين ) :
على علم ودراية بدينهم : ما يجوز فيه وما لا يجوز !!!!!..

ولنأخذ قاعدة ( الولاء والبراء ) : مثالا لهذا الكلام ...

فقد جاءت الآيات الكثيرة .. والأحاديث الصحيحة الكثيرة المتواترة التي تؤكد على أنه من ( كمال ) الإيمان :

الحب في الله .. والبغض في الله ..
والموالاة في الله .. والمعاداة في الله ..

فإذا اختفت هذه القاعدة من قلوب المسلمين :
فلا تسل عن محل الإيمان من أهل الزمان !!!..

فيحكي العلامة ( ابن مفلح ) عن الشيخ ( ابن عقيل ) الكلام التالي : والذي يبين فيه ( تعجبه الشديد ) من ( برودة ) قلوب المسلمين في الغيرة على مُسلمات دينهم التي تنتهك .. حيث يقول :

" فإذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان :
فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع .. ولا ضجيجهم في الموقف بـ لبيك .. وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة !!!..
فقد عاش ( ابن الرواندي ) و( المعرّي ) – عليهما لعائن الله – ينظمون وينثرون ( أي الشعر والنثر ) .. فـ ( ابن الرواندي ) يقول : حديث خرافة ( أي القرآن ) .. و( المعرّي ) يقول :
تلو باطلا ( أي القرآن ) وجلوا صارما ..
وقالوا صدقنا فقلنا نعم !!!..

وعاشوا سنين !!.. وعُظمت قبورهم !!.. وبيعت كتبهم !!.. وهذا يدل على :
برودة الدين في القلب " !!!!..

ويؤكد كلام ( ابن عقيل ) تلميذه : ( ابن الجوزي ) في كتابه (المنتظم 6/21 ) حيث يقول :

" وقد ذكر في كتابه ( الدامغ ) من الكفر أشياء : تقشعر منها الجلود .. " !!!..

فرحم الله الشيخ ( ابن عقيل ) رحمة واسعة :
فماذا لو رأى ما هو أكثر وأعظم من ذلك بعد موته وإلى الآن ؟؟؟..

من الطعن في ثوابت الدين ليل نهار .. تحت مسميات وأعذاروأوهام مكذوبة : ما أنزل الله بها من سلطان !!!...
والمسلمون قلوبهم : أبرد من الثلج !!!.. بل ويرفقون بمن يهدم قواعد الدين من أساسه تحت قول : " أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " !!!.. وينسون قول النبي في خطبته للمؤمنين والصحابة : " صبحكم ومساكم " !!!.. حيث كان يشتد ويعلو صوته :
كأنه منذر جيش !!!..

و( يفضح ) ( ابن عقيل ) هذه القلوب ( الباردة ) القليلة ( الإيمان ) والقليلة ( الغيرة على ثوابت الدين ) بما حكاه عنه ( ابن الجوزي ) في ( المنتظم 6/100 ) بقوله :

" وعجبي !!.. كيف عاش ( يقصد ابن الرواندي ) وقد ألف كتابه ( الدامغ ) .. والذي يزعم فيه أنه قد دمغ القرآن ؟؟!!.. و( الزمرد ) يزري به على النبوات : ثم لا يُقتل !!!.. وإنما سلم مدة وعاش : لأن الإيمان ما صفا في قلوب أكثر الخلق !!!.. بل في القلوب شكوك وشبهات .. وإلا : فلما صدق إيمان بعض الصحابة : قتل أباه على كفره " !!!!...

وصدق والله ( ابن عقيل ) رحمه الله :

ما أبرد الدين في قلوب الكثير من المسلمين اليوم !!!..
وما صفا الإيمان فعلا في قلوب أكثر الخلق !!!!..

ولعل سورة ( المائدة ) هي من السور التي ركزت على معاني ( الولاء والبراء ) بقوة ووضوح ..

فهي تنهى عن ( نصرة ومودة ) أعداء الله تعالى من اليهود والنصارى وسائر المشركين .. لأنهم جميعا يتفقون فيما بينهم على ( معاداة المسلمين ) ومحاربتهم .. فكيف يضع المسلمون ( أيديهم في أيديهم ) للنصرة أو المحبة في يوم من الأيام !!!..

يقول الله تعالى في الآية 81 من السورة :

" ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي .. وما أنزل إليه : ما اتخذوهم أولياء .. ولكن كثيرا منهم فاسقون " ..

يقول شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) تعليقا على الآية في كتاب ( الإيمان الكبير ) بتحقيق ( الألباني – ص 17-18 ) وأيضا في ( المجموع 7/17 ) :

" فذكر جملة شرطية : تقتضي بأنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف ( لو ) ...إلى أن قال :
فدل على أن الإيمان المذكور : ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده .. ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب " ..

وبالطبع كلام الشيخ ليس على ( إطلاقه ) .. فقد فصل في أكثر من موقع آخر أن انتفاء الإيمان : يتناسب مع نوع الموالاة ودوافعها ..

وأشد من الآية السابقة في التهديد والوعيد قول الله تعالى في نفس السورة – 51 :

" يا أيها الذين آمنوا .. لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء .. بعضهم أولياء بعض .. ومن يتولهم منكم : فإنه منهم .. إن الله لا يهدي القوم الظالمين " !!!..

يقول شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) في ( الفتاوى 7/194 ) :

" والمفسرون متفقون على أنها نزلت بسبب قوم ممن كان يُظهر الإسلام : وفي قلبه مرض وخاف أن يُغلب أهل الإسلام !!!.. فيوالي اليهود والنصارى وغيرهم للخوف الذي في قلوبهم .. لا لاعتقادهم أن محمدا كذب واليهود والنصارى صادقون " !!!!..

ويختم الله تعالى هذه المجموعة من الآيات بقوله – 57 :

" يا أيها الذين آمنوا : لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا : من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار : أولياء .. واتقوا الله إن كنتم مؤمنين " !!!...

جاء في ( الدرر السنية 8/160 ) :

" ..... قال الشيخ ( سليمان عبد الله بن الإمام ) : موالاتهم لأجل دنياهم : يجب عليها من التعزير بالهجر والأدب ونحوه : ما يُزجر أمثاله .. وإن كانت الموالاة لأجل دينهم : فهو مثلهم .. ومن أحب قوما : حشر معهم " !!!..

يتبقى لنا نقطة أخيرة .. وهي أمر الله تعالى لنا بالبر والقسط ( أي العدل ) مع من :
لم يقاتلوننا في الدين .. ولم يخرجونا من ديارنا ...
حيث يقول عز وجل في سورة الممتحنة – 8 :

" لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدين .. ولم يُخرجوكم من دياركم : أن تبروهم وتقسطوا إليهم " ....

فاللهم اهد ( ضال ) المسلمين إلى الخير وإلى ما تحب ...

أرجو الرد على الموضوع

شــــ لك ـــــــــكراً وننتـــــــــــــ جديدك ــــــــــــــــــظر lol!