حب حتى .... الثمالة .!!!

............................
.........................
.....................
..................
..............
.........
.....
...
..
.
.

(( حب حتى ..... الثمالة ....!!!! ))

لم تكن الشمس قد غربت بعد , والسحب المثقلة بالمطر تبتلعها السماء , والريح الشرقية تهب عتية , وطيور النورس تزعق محلقة فوق سطح الماء .... واطلقت السفينة صفارتها ايذانا بالرحيل . ورفع البحارة المرساة ...
وقد تجمع على سطح السفينة جموع من البشر تراقب ما يحدث بشغف وهم يلوحون بايديهم مودعين الاحبة والاصدقاء .. بينهم . كانت تقف وهي متشحة بالسواد .. !!!
كانت تودع ذكرياتها وايام عمرها الفائت بنظرات حزينة . فقد ودعت اخيرا , اخر عزيز لديها ( امها ) الى مثواها الاخير ...
ولم يبقى لديها في هذه الدنيا . سوى شقيقتها المقيمة في البلاد البعيدة .. وها هي الان تترك موطن الذكريات وتهاجر اليها وحيدة .. !
تقدمت السفينة ببطء , وابتعدت عن الميناء وعن ذكريات الماضي الجميل شيئا فشيئا ..
اصبحت المدينة تبدو .. كخيالات من بعيد . وتراجعت طيور النورس المودعة بعد ان اصبحت السفينة في اعالي المياه ..
وتقهقر المتجمعون عند حاجز السفينة عائدين الى اماكنهم , واستدارت هي متراجعة الى سطح السفينة ... فراته ...!!
لم يزل ينظر اليها , بعد ان لمحته لاكثر من مرة وهو يختلس النظر اليها بين الفينة والاخرى ..
اقترب منها بكل ثقة .. فاعجبت بجراته ..!!
صارحها بمشاعره .. اكتفت بالصمت دليل الموافقة ..!! . وتعارفا على مدى ايام ..
بعدها اصبحى لايفترقان .. !!!!
شعر انها نصفه المفقود ( الذي التقاه اخيرا )..
واحست انه فرصتها الاخيرة , وهدفها الذهبي في وقتها الضائع بعد طول قحط ..
تمسكت به , واحتظن كفيها بين يديه ..
لم يشعرى سوى انهما التقيا بعد ضياع , ولم يشعرى سوى بروحيهما الهائمتين العطشى ..
حتى انهما لم يدركا ما حل بالسفينة , وهي تموج والريح تعصف بها من كل جانب ..
لم يشعرى بحالة الطواريء التي اعلنت في السفينة لهبوب عاصفة عاتية تهدد بغرقها ..
لم يشعرى سوى ان هذه هي فرصتهم الاخيرة , ويجب ان يحياها ... !
فقد قرر كل منهما ..؟؟
ان يعيشى لبعظهما في لحظات الموت الوشيك ....!!!

.................. تمت ...................

............................................ شكرا